اسلاميات

عقوبة من أراد الدنيا بعمل الآخرة … الإجابة الفقهية الصحيحة ( بالتفصيل )

إلى طلاب الصف الثاني متوسط، نجيب على سؤال: عقوبة من أراد الدنيا بعمل الآخرة ، فكتن ضمن أسئلة مادة الدراسات الاجتماعية خلال اختبارات الفصل الدراسي الأول في المملكة العربية السعودية، حيث أنه بالفعل من أكثر الأسئلة أهمية والتي من الممكن أن يقع الكثير منّا في هذا بدون أن يكون على دراية بخطورة بما يفعل، فالله لا يحتاج إلى أعمالنا بل نحن مَن نحتاج إليها، ولكن في النهاية يعفو ويرحم برحمته وليس بعملنا نحن.

ما هي عقوبة من أراد الدنيا بعمل الآخرة الإجابة الصحيحة الفقهية هي :

تتمثل عقوبة المسلم الذي يريد الدنيا بعمل الآخرة في:

  • حرمانه من الثواب في الآخرة.
  • عمله غير مقبول، يُحبطه الله.
  • يفقد البركة والأجر والثواب.

حيث أن العمل وعبادة الله ،عز وجل، يجب أن تكون خالصة لوجهه الكريم فقط، ومَن أراد نيل الثواب على أعماله فليطلب ذلك من الله بتوفيق منه وتكون نيته من كل ذلك لله بدون قصد أنه يفعل ذلك لينال ثواب الدنيا ونعيم الآخرة، أما بالنسبة للمسلمين الذين يفعلون الحسنات والأفعال الكريم من أجل نيل ثواب الدنيا فقط، فهؤلاء يحبط الله أعمالهم ولا ينالون ثوابه لأن نيتهم غير خالصة لله فقط، بل هي من أجل منفعتهم الشخصية فقط.

وبالتالي فإن المسلم الذي يفعل الخير والأفعال الطيبة بنية أنه يرغب في حصوله على ثواب دنيوي، فربما ينال ما يسعى ويدعو لأجله ولكن في الدنيا فقط، ولا عند الله له في الآخرة من ثواب، حيث أن الله وعدنا بذلك في كتابه الكريم في الآية: “مَنْ كَانَ يُرِيدُ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا وَزِينَتَهَا نُوَفِّ إِلَيْهِمْ أَعْمَالَهُمْ فِيهَا وَهُمْ فِيهَا لَا يُبْخَسُونَ * أُولَئِكَ الَّذِينَ لَيْسَ لَهُمْ فِي الْآَخِرَةِ إِلَّا النَّارُ وَحَبِطَ مَا صَنَعُوا فِيهَا وَبَاطِلٌ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ”.

وتفسير الآية الكريمة أن العمل يجب أن يكون باطنه وظاهره هو عبادة الله، وأي عمل باطنة ثوابه هو الثواب الدنيوي بينما لا نية للثواب الأخروي، فهو عامل محبط وباطل في الآخرة، حيث أن المسلم هنا يعبد الله ليحصل على منفعة لا يعبده ليرضى عنه في الدنيا والآخرة، وهذا إثم كبير لو تعلمون.

فالله لا يحتاج منّا شئ ولا حتى عبادته، وكل ما يأمرنا به هو لعمارة الأرض ولمنفعتنا نحن، حيث أن الله يوسع الرزق على مَن يعبده ليرضى وينال به الثواب في الدنيا والآخرة، ولذلك على كل مسلم أن ينوي بنيته في عبادته لله أن تكون نيته رضا الله أولًا وأخيرًا، حيث أن التوفيق من عند الله والرزق والرضا والسعة من عنده ،سبحانه وتعالى، فقط.

إذ أن المسلم الذي يصلي ويتصدق ويصوم، فكل هذه الأعمال تعود بالنفع والثواب عليه هو فقط، ولكن لتكن نيته خالصة لوجه الله ،عز وجل، وإذا كانت نيته هو الثواب الدنيوي فقط، فإن كل الأعمال التي يقوم بها هي أعمال باطلة محبطة، ووعدنا الله بذلك أن الثواب سيكون في الدنيا فقط، ولا نصيب له في الآخرة من الأجر.

وعلينا أن نستنتج من كل ما سبق، أن الآخرة هي الأساس، والدنيا فانية ولن يدوم عملنا فيها، وبالفعل واجبنا فيها أن نعمل الصالحات، ولكن أهم ركن من أركان العمل الصالح هو النية، والنية يجب أن تكون لله فقط، في أن ننال رضا الله قبل أن ننال الأجر والنتيجة من الدعاء والعمل.

ما الأعمال المقصود منها ثواب الدنيا؟

  • إن الأعمال التي يكون القصد منها ثواب الدنيا فقط، فهذا النوع من الأعمال يحتسبها الله شركًا، حيث أنك ترغب في الحصول على ثواب الدنيا فقط.
  • والشرك بالله هو أعظم الكبائر التي لا يمكن الله أن يغفرها ما لم يتوب المسلم عنها ويغير من نياته،وثاني أنواع الأعمال التي يترتب عليها الثواب في الدنيا.
  • هي أن تكون نية المسلم هو الحصول على الثواب الدنيوي وهذه الأعمال يتوعد الله لها بالمسلم إحباطًا للعمل دنيا وآخره.
  • ومن الممكن أن يطلب ثواب الدنيا ولكن في نفس الوقت عليه أن يطلب ثواب الآخرة حتى لا يُعد شركًا، فالله يأمرنا دائمًا أن نطمع في طلب الرزق والخير والبركات.
  • ويجب أن نثق تمام الثقة في أنه سيعطينا فوق ما نريد، ولكن كل ما علينا أن نحسن النية، فالأعمال أصلها النيات.
  • وعلينا أن تكون نيتنا خالصة لوجه الله ،عز وجل، وليس من الصعب أن نفعل ذلك بل إن نتائجه عظيمة وراحة وخير.
  • والمعنى من إرادة الدنيا بعمل الآخرة هو أن الشخص يقوم بالأعمال الصالحة من الصلاة، الصوم، الصدقة أو التهجد من أجل الثواب الدنيوي فقط.
  • ولكن هذا إثم عظيم، فنحن لا نعبده لنحصل على شئ بل ليرضى، ولذلك نهانا الله عن أن تكون النوايا هي الهدف الدنيوي.
  • ومَن يفعل ذلك فإن عمله يُحبط دنيا وآخرة، وإذا كنت ترغب في عبادة الله بشكل صحيح فعليك أن تحسن النية، وأن تكون خالصة له هو فقط، وكل النوايا والرغبات الأخرى تأتي بعدها.

هل يُحرم الشخص الذي قام بإرادة الدنيا بعمل الآخرة؟

ليس هناك دليلًا قرآنيًا على صحة حرمان الشخص الذي يريد الدنيا بعمل الآخرة من الجنة، ولكنه هو ذنب كبير وله إثم وليس له جزاء بالحسنات، فالعمل يحبطه الله، من أبرز صور قيام المسلم بإدارة الدنيا بعمل الآخرة كل مما يلي:

  • أن يعمل المسلم مؤذنًا للكسب المالي فقط وليس نية لله تعالى.
  • وكذلك المسلم الذي يؤدي فريضة الحج للرغبة فقط في الحصول على ثوابًا ماديًا.
  • المسلم الذي يتعلم العلوم الشرعية حتى يتوظف في وظيفة تابعة لهذا المجال وليس للمعرفة والتثقف الديني.
  • يجازي الله المسلمين التي نيتهم وطلبهم الوحيد هو رضا الله، ولكن الشخص الذي يطلب ثواب الدنيا فقط فيحرمه الله من الرضا والرحمة والحسنات دنيا وآخرة.
  • ولكن إذا كانت نية المسلم هو حصوله على ثواب الدنيا والآخرة بنفس المقدار، فإن ذلك هو نقص إيمان، وعمله ناقص النية وكذلك ناقص في الجزاء الذي سيحصل عليه.
  • وفي حالة أن الشخص نيته من الأعمال هو أنه يرغب في الحصول على ثواب دنيوي، فبذلك هو محرومًا من ثوابها في الآخرة، حيث أن الأعمال الصالحة تكون كاملة بحصولك على ثوابها دنيا وآخرة.
  • وحتى يحصل المسلم على الثواب الكامل هو أنه يجب أن يكون عمله خالصًا لله ،سبحانه وتعالى، بالتالي يكون الأجر كاملًا والنية سليمة.

ما هو الحكم الشرعي بفعل الإنسان للطاعات بهدف الحصول على فوائد دنيوية؟

  • هناك بالفعل حكمًا لفعل الطاعات بهدف المنافع والفوائد الدنيوية فقط، أول الأحكام هو أن العمل باطل وليس محسوبًا من الأعمال الصالحة.
  • وأبرز الأعمال كما ذكرناها هي الحصول على المنافع المادية بدلًا من كسب ونيل رضا الله ،عز وجل، بل الرغبة مادية فقط.
  • ولكن في نفس الوقت، هذا الأمر مختلف تمامًا عن ذنب الرياء، والرياء هو أن المسلم يفعل العمل الصالح ليكسب رضا الناس ويمدحونهم ويثنوا عليه في العبادة.
  • أما المسلم الذي يعمل الطاعات بهدف الحصول على فوائد دنيوية أخروية فقط، فهو الوحيد الذي يحصل على الثواب كاملًا بدون إثم أو ذنب.
  • بينما الشخص الذي يقوم بالعبادة حتى يحصل على فوائد دنوية، فهو يحصل على المراتب العليا والأموال والبركة في الدنيا فقط، ولكنه نسي الآخرة تمامًا.
  • ووعد الله كل تلك الأشخاص التي تحتاج إلى المنافع الدنيوية بالتعاسة الأبدية ما لم يتوبوا عن ذلك، حيث أن الله يكون غاضبًا عليهم ويحرمهم ثوابه.
  • وكان الرسول “صل الله عليه وسلم” تحدث عن إثم فاعلو هذا الأمر وجاءت الكثير من الأحاديث النبوية الشريفة التي توضح عقوبة ذلك من الذين يعبدون الدرهم والدينار والخميلة.
  • وهذا النوع من الأمور هو شركًا صغيرًا بالله، والأفضل هو أن المسلم عليه أن يعبد الله بهدف الحصول على رضاه قبل أن يحصل على أي جزاء أو ثواب.

بذلك نكون وضحنا لكم الإجابة علي سؤال ما هي عقوبة من أراد الدنيا بعمل الآخرة؟!.. بشكل تفصيلي وحسب الآراء الفقيه والدلال نامل ان يكون تم تغطية موضوع اليوم بشكل وافي.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى